خاض المسلمون في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدداً كبيراً من الحروب والغزوات البطولية ضدّ القبائل المشركة التي كانت تهاجمهم وتشكل تهديداً حقيقياً عليهم وعلى دعوتهم، وذلك دفاعاً عن أنفسهم، ودينهم، وأموالهم، وأعراضهم، ورفعا للإكراه، وفتحاً لأبواب الدعوة إلى الله، ومن هذه الغزوات والحروب ما كان النصر فيها حليفاً للمسلمين حيث قدم القادة والجيوش الإسلامية أروع الصور عن الشجاعة والجهاد في سبيل الله وانتصروا نصراً ساحقاً، ومنها ما هُزم فيها المسلمون لأسباب عدة، حيث تلا معركة بدر غزوة أحد التي سنتحدث عن أحداثها بشكل مفصل في هذا المقال.
أحداث غزوة أحدوقعت غزوة أحد في تاريخ السابع من شوال من السنة الثالثة لهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي في سنة 625 م، بين كلّ من المسلمين سكان المدينة المنورة وقبيلة قريش من سكان مكة المكرمة بالإضافة إلى أفراد من الحبشة وبني حارث من الكنانة وكذلك بعض أفراد ثقيف، والسبب في تسمية غزوة أحد بهذا الاسم هو وقوعها على جبل أحد القريب من المدينة المنورة، وأرادت فيها قريش الانتقام من المسلمين نتيجة النصر الكبير والساحق الذي حقّقوه عليهم في معركة بدر الكبرى أو معركة الفرقان التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة وسنة 624 ميلادياً، أي أنّها سبقت تلك الغزوة بسنة واحدة فقط.
شارك نخبة من القادة الذين يشكلون أساساً للدولة الإسلامية آنذاك ولقبيلة القريش أيضاً، حيث حشد المشركون من مكة المكرمة ما يُقارب 3000 مقاتل، بينما بلغ عدد المجاهدين من المسلمين حوالي 700 مقاتل فقط، علماً أنّ المشركين تحصنوا بما يقارب 700 درع و3000 من البعير و200 فرس، بينما تمثلت قوّة المسلمين ب50 من النبال، وأربعة فرسان، وكانت القيادة لدى المسلمين بيد كل من النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب، وكذلك مصعب بن عمير، أمّا فيما يخص المشركين فكانت القيادة العامة بيد سفيان بن حرب، وخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل.اختارت قبيلة قريش جبل أحد للانتقام من المسلمين، ويعود السبب في عدم تقدمهم إلى المدينة أملاً في تقدم المسلمين إليهم على سفح الجبل وهذا ما حدث فعلاً، حيث قرر النبي محمد صلى الله عليه وسلم السير نحو الجبل والتمركز على سفوحه بعد أن قام بتقسيم الفرق المقاتلة وحدد مكان تمركز كافة القوى، حيث أمر فريق رمي السهام الوقوف على أهم نقطة في الجبل وأكد عليهم أن لا يتركوا هذا المكان مهما حدث، إلا أنّهم لم يلتزموا بذلك حيث تركوا مركزهم في أواخر الغزوة ظناً منهم أن الجيش الإسلامي سيطر على كافة المواقع، حيث نزلوا عن سفح الجبل، وكان ذلك من أبرز الأخطاء التي ارتكبها المسلمين في المعركة، حيث استغل القائد خالد بن الوليد هذه الثغرة وقام بالالتفاف على المقاتلين المسلمين واستعان في ذلك بفرقة الخيل الخاصة به، وحاصر المسلمين وبالتالي تمكّنوا من هزيمتهم، ووصل عدد الشهداء في هذه الغزوة إلى ما يقارب 75 مقاتلاً بينما قتل من قبيلة قريش حوالي 45 مقاتلاً.
المقالات المتعلقة بتقرير عن غزوة أحد